رسالة تضامن مع الآداب - إلى المؤتمر الصحفيّ التضامنيّ هشام البستاني: عمّان، الأردن


كلّ التضامن مع مجلة الآداب التي كانت دائمًا منبرًاً للثقافة التقدميّةوالتنويريّة، ومنبرًاً مدافعًا عن العدالة في وجه الاحتلال والاستيطانوالعنصريّة. وبينما تروِّج أكثرُ المنابر "الثقافيّة" للأكاذيب الليبراليّةوالديمقراطيّة الأمريكيّة والإسرائيليّة، وتقبض لقاءَ ذلك أموالاً طائلة منمصادرَ مختلفةٍ مرتبطةٍ بهما، اختارت "الآداب" أن تظلّ صوتًا مستقلاً بحقّ، لا يجامل، ومنبرًاً ثقافيّاً عضويّاً يجوع ولا يتنازل للأجندات المعادية.

وكلُّ التضامن مع الشجاع سماح إدريس، رئيس تحرير "الآداب،" الذي لم يفعلْ شيئًا سوى أن أشار بعين المثقف الحقيقيّ إلى مواضع الخلل التي يعرفهاالجميعُ، وإلى الحقائق التي يعرفها الجميع. لكنْ يبدو أنّ ذلك اليومَ البائسَ، الذي اعتقدنا بتفاؤلنا الساذج أننا لن نراه ولو انهار كلُّ شيء ،قد أتى رغمًا عنّا: إنه اليوم الذي أصبحتْ فيه الخيانةُ موقفًا مقبولاً، بينما يستدعي واجبُ الإشارة إليها (وهو أقلُّ القليل) أحكامًا قضائيّةً بالغرامة وتكميمِ الأفواه.

من الأردن، أضمّ صوتي إلى صوت سماح، وأعلن أنني أقول ما قاله سماح. وإنْ كانت هناك من مساءلةٍ قانونيّةٍ لرفض الاحتلال الأمريكيّ للعراق، ولرفض العمليّة السياسيّة العميلة للاحتلال فيه، ولإدانة جميع المتواطئين والمتعاونين والمشاركين في هذه المهزلة التي تسمّى ـ من أجل الخداع ـ "حريّةَ العراق"، فأنا أطلب مساءلتي القانونيّة أيضًا.

سماح إدريس ليس وحدَه، و"الآداب" ليست مجلةً تنطق باسم مموِّلين من خلف البحار. لهذا لن نخجلَ من الوقوف معهما من دون تردّد.  

هشام البستاني
طبيب أسنان وكاتب وقاص
عمّان، الأردن